أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية بأنه "عندما بدأت قوات النظام السوري معركة تحرير منطقة الغوطة الشرقية في شهر شباط الماضي، كانت القيادة العسكرية السورية - الروسية اتخذت، بناء على القرار السياسي، البدء بتحرير كل المناطق السورية التي كانت خاضعة للمسلحين، وخصوصاً الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم "داعش" الارهابي و"جبهة النصرة"، على أن تكون البداية من الغوطة الشرقية، ومن ثم الجنوب السوري، أما المعركة النهائية فتكون في محافظة إدلب في الشمال، والتي ستكون بلا شك أم المعارك، لأنها تحوّلت إلى معقل لآلاف العناصر المسلّحة المعتدلة والإرهابية، ومنهم من كان في مناطق الغوطة وحلب الشرقية والقلمون الغربي وسلسلة لبنان الشرقية والبادية، ورفض المصالحات التي رعتها روسيا، وفضّل التوجه إلى إدلب".
واعتبر أن "ما يضفي على معركة إدلب التي تنتظر نتائج القمة الروسية - التركية - الإيرانية في تبريز الإيرانية يوم السابع من الشهر الحالي،أهميتها وخطورتها في آن، أن الجماعات المسلّحة هي خليط من المسلحين الذين ينتمون لعشرات الفصائل المتباينة الانتماءات والولاءات والأهداف والقوميات، والكثير منهم أجانب جاؤوا مع عائلاتهم واستوطنوا قرى في المحافظة، مثل الصينيين الأغور، والتركمانستانيين وغيرهم من دول وسط آسيا الذين وصلوا عبر تركيا في ذروة الهجمة على سوريا، لإقامة ما يسمى "الدولة الإسلامية".
وأوضحت أن "قمة تبريز الثلاثية سوف تحسم الاتجاه الذي سيسير فيه الحل بالنسبة لإدلب، أكان سلماً أم حرباً، وذلك يعتمد على الموقف التركي، باعتبار أن أنقرة هي التي تمسك بمفتاح الحل، نظراً لقرب المحافظة السورية من تركيا، وعلاقاتها الوثيقة مع معظم الجماعات المسلّحة التي قامت بتشكيلها، وعمدت في الآونة الأخيرة وبتوجيهات من أنقرة للتوحّد تحت ما يسمى "الجبهة الوطنية للتحرير"، مشيرةً إلى أن "أنقرة تعترض حتى الآن على أي عمل عسكري، فيما تصرّ موسكو على أن تحسم أنقرة موقفها، لأنها لن تقبل بوجود ثغرة دفرسوار في الجغرافيا السورية خارجة على سلطة النظام السوري".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "جاء قرار أنقرة الأخير باعتبار "جبهة النصرة" منظمة إرهابية، بمثابة رفض لوجود هذا التنظيم، ويسهّل العمل العسكري ضده، باعتباره الأقوى في المحافظة ويرفض أية تسوية سياسية ومن السيناريوهات المطروحة أن تتولّى المجموعات المسلحة المحسوبة على تركيا مهمة مقاتلة النصرة، على أن تتولّى دمشق وموسكو توفير الدعم الجوي والبري لها وذلك يتطلب خطوة أولى تتمثّل بتوفير ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المحافظة، على أن تتولّى روسيا هذه المهمة، للحؤول دون وقوع ضحايا، وتفادي أية كارثة إنسانية محتملة".
وأشارت إلى أن "الجانب الآخر من السيناريو، فيتمثّل بحل سياسي بعد هزيمة "النصرة"، يشمل الجماعات المسلّحة التابعة لتركيا في إطار الحل السياسي النهائي الذي يقوده المبعوث الدولي دي ميستورا ومستقبل معركة إدلب يتحدد بعد أيام، وكل الترتيبات والاستعدادات العسكرية الروسية - السورية أنجزت، بانتظار الأوامر على ضوء ما يتقرر في قمة تبريز".